خبر قدوم طفل جديد في العائلة هو خبر سار حقا، تتوالى التبريكات و
الهدايا و تبدأ الاستعدادات لاستقبال هذا الفرد الجديد، غرفة، سرير، ملابس، ألعاب
، هكذا يتشكل العالم الذي يقطنه الطفل فور وصوله لفترة طويلة، و الذي سيشكل بدوره
انطباع الطفل عن الأرض التي هبط اليها بعد جنة رحم أمه، و سيشكل خريطته الذهنية و
خبراته التي ستحفر على تشابكات عقله العصبية، لذا من المهم جدا ان يتم اختيار كل
شيء بعناية شديدة، لندعم تطوره العقلي و الجسدي و النفسي، فكثير من المنتجات التي
يتم الترويج لها على انها الاختيار الأفضل للأطفال هي في الحقيقة تعوق تطوره بشكل
أو بآخر.
في هذا المقال سأذكر إجمالا بعض الألعاب و الأدوات التي يمكنكم
اقتناءها أو تنفيذها منزليا لدعم تطور اطفالكم منذ الميلاد، و هي أدوات تم تصميمها
أو اختيارها على أسس علمية تلائم تطور الطفل و ليست ألعاب عشوائية، لذلك يجب الالتزام
بتقديمها في الوقت المناسب و بالترتيب الصحيح.
يولد
الطفل مكتمل الأعضاء و الحواس تقريبا، غير أن حاسة البصر
لا تعمل بكامل كفاءتها نظرا لقضاء الطفل عدة أشهر في الظلام، تخيل نفسك قضيت وقتا
في غرفة مظلمة ثم خرجت لنور الشمس الساطع، ستحتاج وقتا للتكيف و استعادة قدرتك
الطبيعية على الابصار، لذلك في شهور الطفل الأولى نحاول دعم تطور البصر عنده باستخدام
بعض الألعاب المعلقة مثل:
1- لعبة موناري Munari من الأسبوع الثاني الى
الأسبوع السادس
سميت كذلك نسبة للفنان الذي ابتكرها، و هي
عبارة عن أشكال هندسية بسيطة بالأبيض و الأسود، مع كرة زجاجية عاكسة للضوء، حيث
يستطيع الطفل في هذا العمر أن يميز فقط التباينات الشديدة كالضوء و الظلام، وتطور
رؤيته تدريجيا بعد ذلك
2- لعبة المجسمات ثمانية الأوجه octahedron mobile من الأسبوع الخامس الى الأسبوع الثامن
مكونة من ثلاث مجسمات بالألوان الأساسية
الأحمر و الأزرق و الأصفر، مغلفة بورق لامع عاكس للضوء لجذب انتباه الطفل
3- لعبة جوبي Gobbi mobile من الأسبوع السابع الى
الأسبوع العاشر
سميت كذلك نسبة لمصممتها جوبي التي عملت
تحت اشراف ماريا منتسوري مباشرة، و هي عبارة عن خمس كرات مغلفة بخيوط ملونة بدرجات
مختلفة لنفس اللون، و معلقة بزاوية 45 درجة حيث الكرة الأبعد عن الطفل هي الأفتح،
والأقرب للطفل هي الأغمق، تساعد الطفل على تدريب بؤرة الابصار على الأشياء القريبة
و البعيدة، الأمر أشبه باستخدام الكاميرا و ضبط العدسة للتركيز على شيء قريب فتظهر
الخلفية مبهمة، والعكس صحيح
4- لعبة الراقصون Dancers mobile من الأسبوع الثامن الى
الأسبوع الثاني عشر
مكونة من نماذج لأربع أشخاص يؤدون حركات
راقصة مختلفة، مغلفة بورق لامع عاكس للضوء بلونين مختلفين للشخص الواحد من الأمام
و من الخلف، بحيث عندما تتحرك يظهر الأشخاص و كأنهم يتحركون بالفعل.
5- ألعاب متنوعة من الأسبوع الثاني عشر الى الأسبوع السادس عشر
في هذا العمر يستطيع الطفل تمييز تفاصيل
أكثر بل و يحب ذلك، لذلك يمكن تعليق أشكال مختلفة لمخلوقات حية نثل الفراشات أو
الطيور أو الحيتان و ما شابه
...
في بداية حياة الطفل لا يستطيع أن يتحكم في عضلات جسده ولا أن يحركها
بتوجيه منه، تصدر عنه حركات عشوائية أو ردود أفعال لا إرادية، لكنها تتطور سريعا
مع الوقت، بداية من الشهر الرابع تقريبا نلاحظ أن الطفل يحرك يديه باتجاه شيء ما
أو يقبض يديه على شيء ما بوعي منه، لذلك يمكننا دعم تطور الطفل الحركي هذا ببعض
الألعاب المعلقة أيضا مثل:
1- جرس أو كرة قماشية معلقة من الأسبوع الثاني عشر الى الأسبوع السادس
عشر
يتم تعليقها على مسافة مناسبة من الطفل
بحيث يستطيع لمسها اذا حرك يده باتجاهها، بذلك نساعده على تدريب تحكمه في يده
للوصول لهذه اللعبة ليسمع صوتها أو يحس بملمسها.
2- حلقة خشبية معلقة في رباط مطاطي من الأسبوع الثاني عشر الى الأسبوع
العشرين
هنا لا يكتفي الطفل بلمس الحلقة و تحريكها
في الهواء، بل يستطيع ان يقبض عليها بيديه و يشدها نحوه ثم يفلتها لترتد مرة أخرى
لأعلى
3- مجموعة أجراس ملونة مع حلقة خشبية من الأسبوع السادس عشر الى الأسبوع
العشرين
و هي تجمع بين اللعبتين السابقتين حيث هناك
حلقة خشبية يجذبها الطفل و يحركها لتتحرك الأجراس حولها مصدرة نغمات مختلفة
...
بتمام الشهر الخامس تقريبا تنتهي مرحلة الألعاب المعلقة، يستطيع الطفل
الآن التحكم بيديه إلى حد كبير بحيث يمكنه الإمساك بألعاب حرة في يديه، بل و أن
يحبو نحوها بنفسه ، لذلك بداية من الشهر السادس يمكن أن نوفر للطفل ألعاب بسيطة
مثل:
1- كرة قماشية
مصممة بطريقة معينة تسهل على الطفل الإمساك
بها، كما انها لا تتدحرج بسرعة مثل الكرة العادية وبالتالي يتشجع الطفل أن يحبو
ورائها مسافات قصيرة ليلعب بها دون احباط
2- خشخيشات
تصدر صوتا عند تحريكها، نراعي أن تكون
صغيرة مناسبة ليد الطفل، مصنوعة من مواد طبيعية مثل الخشب أو المعدن أو الصوف،
آمنة بالطبع على الطفل إن وضعها في فمه
3- قرصان خشبيان متداخلان
تفيد هذه اللعبة في توجيه اليدين مع لف
المعصم للامساك بهما بطريقة صحيحة ، ويعتبر هذا تحدي للطفل أكبر من مجرد نقل لعبة
كالكرة مثلا من يد لأخرى
كانت هذه بعض الأدوات التي يمكن أن تفيد الطفل في الستة أشهر الأولى
من عمره، لكن الأمر لا يتوقف على ذلك وحسب، فهناك العديد من الأنشطة البسيطة التي
تدعم تطور حواسه و عضلاته و لغته ،يمكننا تقديمها له مثل: