درس عن جذوع الأشجار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انهردة حمزة خرج يلعب ع الرووف عادي جدا، بعد شوية دخل متحمس جدا وماسك ف إيده جزء من جذع شجرة
وبيقولي
- بصي يا ماما لقيت إيه؟
وأنا كأي أم مصرية أصيلة كان أول رد فعل عندي
- إيه ده؟ ده ممكن يعورك، روح ارميه ف الزبالة
وهو كأي طفل أصيل ولا كأنه سمعني ومكمل بحماس
- إزاي الجذع ده جه ع السطح عندنا؟ عارفة؟ ممكن الشجرة الكبيرة اللي جمبنا هو طار منها ووقع عندنا، ده حلو أوي!
ولقيته راح جاب الميكروسكوب بتاعه عشان يشوفه تحته
وهنا أنا قفشت نفسي بالجرم المشهود، وقلت لنفسي إيه الهبل اللي انتي قلتيه من شوية ده؟! وبصيت للموقف بصورة مختلفة تماما، وإنه فرصة رائعة للتعلم
فهمت حمزة انه الميكروسكوب ده بنقدر نشوف بيه أجزاء صغيرة جدا، مش هانقدر نحط تحته جذع الشجرة الكبير، وهو اكتفى انه طلع شريحة جاهزة كانت لخلايا جذع نبات القرع، وعمل الخطوات مظبوطة لحد ما ظهرت صورة الخلايا واضحة وادهالي اشوفها
" سابقا كنا اتعلمنا أجزاء الميكروسكوب وكيفية تشغيله والتعامل معه"
وفي هذه الأثناء كنت أنا بحاول اجمع أي حاجة في البيت تساعدنا في الدرس، جبت كتاب عن الأشجار، وشجرة قزمة كانت عندنا من فترة بس ماتت للأسف وكنت محتفظة بالجذع عشان نستكشفه وجاء وقته الحمد لله، وأوراق عشان أشرح بيها فكرة ما.
سألته تفتكر الشجرة بتكبر ازاي؟ وشبهناها بنفسنا
عرفنا انها بتكبر بطريقتين في نفس الوقت، الاطراف بتعمل خلايا جديدة تخليها تكبر بطريقة عمودية - تطول يعني - وفي نفس الوقت بتتكون طبقات من الخلايا حوالين الجذع فتكبره بطريقة أفقية - بتتخن يعني - ومثلت الموضوع ده بنموذج صغير ورقة ملفوفة على بعضها " موجودة ف الصور" ، وشفنا صورة الطبقات دي في الكتاب،
وبحثنا عنها في جذع الشجرة اللي عندنا وشفناها على الحقيقة فعلا
سابقا كنا اتعلمنا أهمية الجذع انه بيثبت النبات في التربة وانه بيوصل الماء والاملاح من التربة لباقي اجزء النبات،
المرة دي لقينا معلومة جديدة، وهو ان النبات بيتنفس كمان عن طريق الجذع! عن طريق غدد أو مسام اسمها
Lenticels
وشفنا شكلها ف الكتاب،
بعدين بحثنا عنها في جذع شجرتنا لقيناها واضحة جدا فعلا!
بعدين شفنا في الكتاب إزاي بيقطعوا الشجر عشان يصنعوا منه الخشب،
حمزة أول ما شاف الخشب اللي ف الكتاب عينه لمعت وقالي
- إيه ده؟ ده زي الخشب بتاع الترابيزة دي!
وجري عليها يستكشفها وفعلا لقينا الدوائر والخطوط اللي بتمثل طبقات الجذع واضحة جدا فيها، وقعد يلمس كل جزء منها وكان في أجزاء ملساء وأخرى معرجة، ولقيته بيتحرك في كل الغرفة يدقق النظر في أي حاجة مصنوعة من الخشب عشان يميز الطبقات بتاعته، ترابيزة وكراسي وأرفف وألعاب، بعدها اتحرك في الشقة كلها لنفس الغرض.
هنا أنا وقفت اتفرج وعمالة افتكر الكلام اللي بأقوله للمتدربين في نهج منتسوري، وليه بنفضل الأثاث الخشبي والأدوات المصنوعة من خامات طبيعية، وليه بنفضل إن الطفل يكون له احتكاك مع البيئة الخارجية لأن ده اللي بيخلق فرص تعليمية مذهلة وبيقوي ملاحظته وانتباهه لكل اللي حواليه، وليه لازم نلاحظ اهتمام الطفل ونستغل اللحظات التعليمية اللي لا تقدر بثمن واللي لو وجهناها صح فالطفل هايكتسب خبرة عمره ما ينساها أبدا
وكمان قعدت افكر يا ترى كام لحظة زي دي ممكن اكون ضيعتها وانا مش واخدة بالي؟ المرة دي قدرت أقفش نفسي وأعترف بغلطي واتراجع عنه واصلح الموقف، لكن مش كل مرة ممكن ده يحصل، الموضوع محتاج تركيز وصبر ومجاهدة نفس وحاجات كتير مش بتيجي بسهولة، ومفيش ف ايدينا غير اننا نجتهد وندعي ربنا يوفقنا ويحفظ اولادنا وفطرتهم السليمة المحبة للاستكشاف والتعلم.
على اليمين نموذج لجذع الشجرة حمزة عمله بنفسه بدون توجيه مني، جاب ورقة و قصها على شكل الجذع ورسم الخطوط بتاعته بالرصاص ولونه باللون البني، وعلى الشمال شكل الورقة الملفوفة اللي كنت باشرح بيها فكرة تكون الطبقات