هل يجب أن أتعمد الخسارة أمام طفلي ليفرح بتفوقه؟

2:34 م دعاء مجدي 0 Comments



اليوم فتحنا تطبيق مكتبة نوري
وقرأنا قصة "افتح يا سمسم عينيك"، إصدار دار الحدائق
القصة تحكي عن أخوين يلعبان لعبة الأشكال، حيث يرسم كل منهما للآخر أشكالا هندسية، وعلى الآخر أن يحولها لرسوم جميلة.
لم أكن أنتقل للصفحة التي تظهر الرسوم، إلا بعد أن أتخيل أنا وحمزة ماذا يمكن أن تكون، وهذه نصيحتي لكم عند قراءة القصة لأول مرة مع طفلكم، حتى نشجع الطفل على استخدام مخيلته الخاصة، قبل الإطلاع على مخيلة مؤلف القصة، لأن بعد الإطلاع سيتأثر بها كثيرا ويصعب عليه الرسم من إبداعه، وهو ما حدث لاحقاً بالفعل!🙈
بعد أن انتهينا من القصة اقترحت عليه أن نلعب اللعبة معا، رسمت له الأشكال الموجودة أعلى يمين الصورة، وهو رسم لي الأشكال الموجودة يمين منتصف الصورة.



لم تمر دقائق معدودة إلا وكان قد انتهى، لم أكن قد انتهيت بعد، ولكن عندما شاهد رسمي انبهر كيف حولت الأشكال الهندسية لمشهد روبوتات تتعارك، أخبرني أنني فزت، وأنني أفضل رسامة في العالم.
كان ينظر لرسمه بإحباط وعدم رضا، حين أمسكت لوحته فهمت فكرته على الفور، لقد رسم نفسه وأخيه ورسمني، كما فعل سمسم في القصة، أشرت لرسومه ضاحكة ومواسية وأخبرته أنها تشبهنا بالفعل، لكنه رد بأن رسمي أجمل بكثير وأني فزت عليه، أخبرته أن اللعبة لا يوجد بها فائز وخاسر، المهم أن نبذل جهدنا ونستمتع، سألته هل قام بتقليد نفس فكرة سمسم؟ أجابني بيأس بأنه لم يخطر له فكرة غيرها، عرضت عليه أن أرسم له أشكالا مختلفة ليحاول مرة أخرى، تحمس ووافق على الفور.

كنت أختلس النظر إليه بين الحين والآخر، حيث طلب مني ألا أنظر حتى يفاجئني، هذه المرة كان مستغرقا في الرسم بجد وحماس، واستهلك أضعاف وقت رسمه الأول!
سألته إن كان مستمتعا، وأجابني نعم جداً 🤩

طلب مني أن أغمض عيني، ليظهر لي لوحته، أنا التي انبهرت هذه المرة، رسم مشهدا لم يخطر على بالي، وحول الأشكال لجمل يسير في الصحراء 😍
هو نفسه كان مختلفا تماما عن المرة الأولى، واثقا فخورا وسعيدا بإنجازه، من قبل أن أعبر أنا نفسي عن إعجابي بصنيعه.

حمدت الله بداخلي على شيئين:
١- أني لم أحاول أن أواسيه وأخبره أن رسمه أفضل من رسمي، وأنه الفائز، ليكون سعيدا وينتهي الأمر، فمشاعر الإحباط والغبطة التي اختبرها هي ما دفعته للإحسان والإنجاز في المرة الثانية.

٢- أني لم أتعمد أن أرسم بشكل سيء من البداية لتظهر لوحته أفضل مني، فاتخذني قدوة وبذل جهده.

بالعادة لم أكن لأتصرف بهذا الشكل لولا فضل الله أولاً، ولولا إدراكي أن مسؤليتنا ليست سعادة أطفالنا، بقدر ما هي مساعدتهم ليكونوا أفضل نسخة من أنفسهم، فيسعدوا بذلك⁦❤️





إجمالي مرات مشاهدة الصفحة